ابن خلدون ومبدأ الاحتمالات في البحث التاريخي: حالة إرم ذات العماد
Keywords:
القرآن الكريم, ارم ذات العماد, منهج ابن خلدون, صحراء الربع الخالي في جنوب الجزيرة العربيةAbstract
إن منهج ابن خلدون في التحقق من حوادث التاريخ (وكذلك ظواهره) يعتمد على المشاهدة وتواتر الأخبار الموثوقة منها واسباب حدوث الحدث أو الظاهرة .وقد وقف ابن خلدون, وكذلك الكثير من علماء المسلمين في تفسير ماورد في سورة الفجر من القرآن الكريم عن "ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد" ., لم يعرف ابن خلدون إن كانت "إرم" مدينة او قبيمة ً فابتداء ولم تتوارد معلومات موثوقة منها عنها , كما لم يستوعب فكر ابن خلدون ماكان يتردد عن "ارم" انها كانت في صحراء الربع الخالي في جنوب الجزيرة العربية -وهي صحراء شديدة القحول- ولذلك فقد فسر ابن خلدون بأن "إرم" كانت قبيلة بدوية تسكن الخيام ذات الاعمدة الفارهة الطول وتتناسب مع اطوال السكان الفائقة (التي لم يخلق مثلها في البلاد) ولهذا لم يلجأ ابن خلدون لاي اهتمام يفسر الظاهرة بشكل أكثر قبولا. وفي عام 1984 اكشفت صور الرادارات الامريكية الحديثة ماتحت الرمال الجافة في تلك الصحراء واوضحت الصور وجود مدينة عظيمة ذات مباني لها أعمدة كبيرة إضافة إلى الاودية والطرق .وقد فسر العلماء ان تلك الصور تدل على آثار "إرم" التي كانت مدينة عظيمة لا مثيل لها" لم يخلق مثلها في البلاد" في ذلك الوقت. من الضروري الأشارة إلى أن منهج ابن خلدون لم يعتمد الاحتمالات (التي اصبحت جزءً مهماً من منهج البحث العلمي في كل العلوم الطبيعية والبشرية) في تفسير ظاهرة إرم ذات العماد أو الظواهر الأخرى, وهذا خطأ ربما يحسب عليه.