الجذور التاريخية وآثار النهب المسلّح بين السودان وتشاد في الفترة 1960-1989م
Keywords:
مديرية دارفور, النهب المسلح, العلاقات السودانية التشاديةAbstract
هدفت هذه الدراسة إلى التعريف ببداية ظهور النهب المسلَّح عبر السودان وتشاد، ودوره السلبي في جميع مناحي الحياة، من خلال تعريض حياة الناس للخطر، وتأجيج الحروب الأهليِّة في السودان وتشاد، وإبراز دور الحكومتين السودانية والتشادية في التصدي لعمليِّات النهب عند الحدود. كما هدفت إلى إلقاء المزيد من الضوء حول الضرر الناتج جرَّاء عمليات النهب المسلح في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وجهود البلدين في قيام المؤتمرات من أجل إيجاد الحلول المناسبة لكبح قوة عصابات النهب المسلّح والسيطرة عليها. اتبعت الدراسة المنهج التاريخي و الوصفي لدراسة تلك المشكلة باعتمادها على الوثائق المتوفرة بدار الوثائق القومية ووزارة الخارجية في السودان، وبعض الصحف والمراجع، مع تحليلها وتوضيح ما بها من معلومات غامضة. وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج، أهمها: إنَّ عصابات النهب المسلح شكلت تهديداً أمنياً عند الحدود بين الدولتين، وقد أسهم ذلك بشكل كبير في توتر العلاقات بين السودان وتشاد. يبدو أنّ السيطرة على ظاهرة النهب المسلَّح عبر السودان وتشاد؛ يتطلب قدراً من فاعلية الأمن والاستقرار على الحدود وتنمية المجتمعات القبلية المتداخلة هناك باتجاه تحقيق السلام والتعايش السلمي. كان للتدخل الليبي وأطماعه في دارفور وشمال شرق تشاد من أجل قيام إمبراطورية عربية ليبية، الأثر الكبير في دخول السلاح الناري الحديث، وتحويل المنطقة إلى ميدان حرب غير معلنة، لذلك انتشر السلاح بشكل كبير؛ الأمر الذي جعل المنطقة مضطربة أمنياً، ومعسكراً للمتمردين على الدولتين، ومقصداً للنهب المسلح، وبالتالي انعكس ذلك سلباً على قدرة الحكومتين السودانية والتشادية على السيطرة عليها.