ملخص لأطروحة دكتوراه الفسفة فى التربية بعنوان:- مدى توفر القيم الخلقية الإسلامية في المقررات الدراسية للحلقة الأولى بمرحلة التعليم الأساسي بالسودان وسبل تنميتها

Abstract

عرفت القيم الخلقية منذ القدم وشاع مفهومها  بين المجتمعات البدائية. وتختلف القيم الخلقية من أمة لأخرى، مع اتفاق الجميع بأهمية القيم الخلقية في حياة الفرد والمجتمع بل وفي حياة الأمة. فمكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغني عنها أي مجتمع من المجتمعات. فالأمم تقاس بمدي التزامها بالقيم الخلقية، فقوة أي أمة تتمثل في قوة تمسك أبنائها بالقيم الخلقية.

    تعد القيم الخلقية صورة المجتمع، لأنها المعيار الضابط الأساسي للسلوك الفردي والاجتماعي، وتعطي الفرد كما تعطي المجتمع شكله وشخصيته وهويته، وهي تنظم فيما يسمي بالبناء القيمي الذي يعكس أهداف المجتمع من التربية. كما أن القيم هي الأساس السليم لأي بناء تربوي يستمد فلسفته من المصادر الأصلية: القران الكريم والسنة النبوية، لذلك يجب الاهتمام بغرس وتنمية القيم الخلقية الإسلامية الفاضلة لتهذيب سلوك الناشئة وفقا للمبادئ الإسلامية، وتعد المناهج الدراسية المصدر الرئيسى لاكتساب السلوك السوي وغير السوي، فمعظم الميول والقيم والاتجاهات التي نتمسك بها متعلّمة.      

لذلك كانت الدعوة للعمل علي ترسيخ العقيدة الدينية عند النشء وتربيتهم عليها وبناء سلوكهم على هدي الإسلام، هي أول توصية خرج بها مؤتمر سياسات التعليم في السودان فى العام 1990. هذه التوصية  تسعى لبناء القيم القائمة علي السلوك السوي المستمد من تعاليم ومبادئ الإسلام وتبعتها توصيات أخري مكملة لها، تدعو إلي إعادة صياغة مناهج التعليم العام وبناء محتوى مناهج جديدة تقوم على تأصيل المعرفة وتكاملها وتخطيط محتوى، منهج لكل مرحلة دراسية بحيث يؤهل المتخرج ويزوده بقدرات ومعارف وقيم تمكنه من مواجهة الحياة والتفاعل مع متطلبات المجتمع.

 جاء مشروع تطوير المناهج وفق استراتيجية التعليم العام، والتي تمحورت حول القيم الإسلامية والتربية الخلقية ،وهذا هو السبب الأساسي للقيام بهذا البحث لمعرفة إلي إي مدى كان تطوير المناهج في السودان متفقا مع القيم الإسلامية، وأن ما قام به التربويون في السودان كان عملاً متكاملاً يؤدي إلي خلق جيل قوي مؤمن بثوابته قادر علي العطاء وتحمل المسؤولية في مواجهة تحديات العولمة.

رغم تأكيد المفكرين والتربويين علي أهمية التركيز علي القيم الخلقية في المناهج  ،خاصة مناهج التعليم الأساسي لأنه يشكل العمود الفقري لإصلاح التعليم والنهوض به، باعتباره القاعدة التي تغطي الفئة العمرية الحاسمة (6-14) في السودان، وهي الفترة التي تتشكل فيها شخصيات الأطفال والشباب وتحدد معالم اتجاهاتهم الفكرية والسلوكية والاجتماعية، إلا أن الباحثة من خلال اطلاعها علي معظم البحوث التي كتبت في هذا الجانب وجدت عدم اهتمام بمناهج الحلقة الأولي بمرحلة التعليم الأساسي، رغم أهميتها إذ تمثل  الركيزة الأساسية لبقية الحلقات والمراحل الدراسية. وأن معظم البحوث التي كتبت عن القيم الخلقية ركزت علي كتب التربية الإسلامية خاصة في المرحلة الثانوية، وقد أكدت معظم الدراسات في توصياتها بضرورة قيام الباحثين بدراسة بقية المناهج التي لم تشملها الدراسات خاصة المتعلقة بالناشئة.

 ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة إذ سوف تركز علي مناهج  الحلقة الأولي بمرحله التعليم الأساسي بهدف تحليلها وتقويمها ومعرفة القيم الخلقية بها، ومعرفه النشاطات  المصاحبة للمنهج والتي تساعد علي تركيز هذه القيم في نفوس التلاميذ، وذلك بهدف معرفة أنسب وأهم القيم  الخلقية الإسلامية من خلال المناهج الدراسية خاصة مناهج الحلقة الأولي من مرحله التعليم الأساسي التي تزود التلاميذ بالمبادئ والقيم الربانية المناسبة لعمرهم, وتحافظ علي شخصيتهم المسلمة حتى يتربى عليها الناشئة وتصبح جزءا من سلوكهم العام.